يحتفل به في 18 نوفمبر من كل عام

صغار في أتون النار.. العالم يحيي اليوم الدولي لمنع العنف الجنسي ضد الأطفال

صغار في أتون النار.. العالم يحيي اليوم الدولي لمنع العنف الجنسي ضد الأطفال

بعدد من الآثار النفسية والصحية الكارثية، يواجه الأطفال في بعض دول العالم جرائم الاعتداء الجنسي والاستغلال والاتجار والعمل القسري والاختطاف وغيرها. 

ويحيي العالم، اليوم الدولي لمنع ممارسات الاستغلال والانتهاك والعنف الجنسي ضد الأطفال، في 18 نوفمبر من كل عام، للتذكير بضرورة القضاء على جميع أشكال الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء والعنف ضدهم.

ويُعد الاعتداء الجنسي على الأطفال والمراهقين انتهاكًا صارخًا لحقوقهم ومشكلة صحية عامة عالمية، كما يؤثر سلبا على صحة الأطفال والمراهقين.

ويتعرض الأطفال، وبخاصة الفتيات، لمخاطر كبرى في ما يتصل بممارسة الجنس القسري والاستغلال الجنسي والإيذاء والعنف، سواء داخل شبكة الإنترنت أو خارجها، فضلا عن أن ذلك حالة شائعة في أثناء حالات النزاعات المسلحة.

ووفق التقديرات الأممية، يتعرض ما يقرب من 120 مليون أنثى تحت سن العشرين لأشكال مختلفة من الاتصال الجنسي القسري، كما يعيش طفل واحد من كل 4 أطفال دون سن الخامسة مع أم من ضحايا عنف العشير.

وفي حين لا توجد تقديرات عالمية متاحة للعنف الجنسي ضد الذكور، تشير البيانات الواردة من 24 دولة ذات دخل مرتفع ومتوسط إلى أن معدل انتشار تلك الممارسات يتراوح بين 8 بالمئة إلى 31 بالمئة بين الفتيات و3 بالمئة إلى 17 بالمئة بين الأولاد دون سن 18 عامًا.

وتشير الأمم المتحدة إلى أن البالغين الذين مروا بأربع تجارب طفولة سلبية أو أكثر، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والجنسي والعاطفي، هم أكثر عرضة بنسبة 7 مرات للتورط في العنف بين الأشخاص إما بوصفهم ضحايا أو بوصفهم مرتكبي ذلك النوع من الجرائم، وهم أكثر عرضة لمحاولة الانتحار بنسبة 30 مرة.

ويعترف واحد من كل 20 رجلاً بممارسة سلوك جنسي عبر الإنترنت تجاه الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، في تقديرات دولية صادمة للخبراء والمراقبين.

الوقاية والتعافي

وعلى الصعيد العالمي، يقع عدد لا يحصى من الشباب ضحايا سوء السلوك والاستغلال الجنسي، وتنتشر مثل هذه الانتهاكات وتطال كافة الطبقات المجتمعية والدول في مختلف الدول.

وتقول الأمم المتحدة إن الإجراءات أو التدابير غير الكافية لمعالجة الأسباب الجذرية لظاهرة تعرض الأطفال للعنف الجنسي، لا سيما في ظل تحديات جائحة كورونا، والصراعات، وتغير المناخ، والكوارث.

ويساهم أيضا غياب المساواة، وتفاقم الفقر، والتمييز الهيكلي، في تفاقم سوء الأحوال التي يتعرض فيها الأطفال للاستغلال والإيذاء والعنف الجنسي والبدني.

ويمكن أن يواجه الضحايا من الأطفال والناجين من مثل هذه الجرائم آثارًا سلبية طويلة الأمد على صحتهم ونموهم الجسدي والعقلي والجنسي، إذ قد تصل هذه الصدمات التي يتعرض لها الأطفال إلى حد التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وعادة لا يسعى العديد من الضحايا والناجين إلى الحصول على العدالة أو إعادة التأهيل أو الدعم بسبب ما قد يلحقهم من وصمة العار المجتمعي، وتؤثر مثل هذه التجارب القاسية في الصحة الجسدية والعقلية للضحايا، وفي بعض الأحيان يعانون من عواقبها مدى الحياة.

حياة بلا عنف

وفي خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وضع هدف الحفاظ على كرامة الأطفال وحقهم في العيش بدون عنف أولوية في خطة التنمية الدولية من خلال إنهاء الاستغلال والإيذاء والاتجار والتعذيب وجميع أشكال العنف ضد الأطفال، فضلا عن القضاء على جميع الممارسات الضارة، مثل زواج الأطفال والزواج المبكر والقسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، التي تعرض الأطفال لخطر الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء والعنف.

وتعتبر الأمم المتحدة أن مقدمي الرعاية الصحية للضحايا يتمتعون بوضع فريد يمكنهم من تقديم استجابة متعاطفة للأطفال والمراهقين الذين تعرضوا للإيذاء الجنسي، ومثل هذه الاستجابة يمكن أن تقطع شوطا طويلا في مساعدة الناجين على التعافي من صدمة الاعتداء الجنسي.

وتدعو المنظمة الأممية الكبرى، كافة الدول الأعضاء، والجهات والمنظمات الدولية ذات الصلة، وقادة العالم، إلى الالتزام بضمان جودة التعليم وزيادة الوعي العام بالمتضررين من الاعتداء الجنسي على الأطفال والحاجة إلى منع الاستغلال الجنسي للأطفال والاعتداء والعنف والقضاء عليه، بما في ذلك عبر الإنترنت وخارجه.

ودعت إلى ضرورة محاسبة الجناة، وضمان حصول الناجين والضحايا على العدالة وسبل الانتصاف، فضلا عن تسهيل المناقشة المفتوحة بشأن الحاجة إلى منع وصمهم والقضاء عليه، وتعزيز شفائهم، وتأكيد كرامتهم، وحماية حقوقهم.

 

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية